منتدى سلمون
تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 829894
ادارة المنتدي تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 103798
منتدى سلمون
تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 829894
ادارة المنتدي تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 103798
منتدى سلمون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
دخولالرئيسيةالتسجيلأحدث الصورالرئيسية

 

 تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حلا
عضو ماسي
عضو ماسي
حلا


انثى عدد المساهمات : 3396
تاريخ التسجيل : 04/07/2009

تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل Empty
مُساهمةموضوع: تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل   تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 1:51 am

تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل 582404913

تماطلون بالعمل و تطمعون في بلوغ الأمل

اخواني، الى كم تماطلون بالعمل، و تطمعون في بلوغ الأمل، وتغترّون بفسحة المهل، ولا تذكرون هجوم الأجل؟ ما ولدتم فللتراب، وما بنيتم للخراب، وما جمعتم فللذهاب، وما عملتم ففي كتب مدّخر ليوم الحساب.
وأنشدوا:
ولو أننا اذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حيّ
ولكنّا اذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شي
ء
يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا يغرّنّكم قول الله عز وجل:{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها} الأنعام 160، فان السيئة وان كانت واحدة، فانها تتبعها عشر خصال مذمومة:
أولها: اذا أذنب العبد ذنبا، فقد أسخط الله وهو قادر عليه.
والثانية: أنه فرّح ابليس لعنه الله.
والرابعة: أنه تقرّب من النار.
والخامسة: أنه قد آذى الحفظة.
والثامنة: أنه قد احزن النبي صلى الله عليه وسلم في قبره.
والتاسعة: أنه أشهد على نفسه السموات والأرض وجميع المخلوقات بالعصيان.
والعاشرة: أنه خان جميع الآدميين، وعصى رب العالمين.

أيها المقيم على الخطايا والعصيان، التارك لما امرك الرحمن، المطيع للغويّ الفتان، الى متى أنت على جرمك مصرّ، ومما يقرّبك الى مولاك تفرّ؟ تطلب من الدنيا ما لا تدركه، وتتقي من الآخرة ما لا تملكه، لا أنت بما قسم الله من الرزق واثق، ولا أنت بما أمرك به لاحق.
يا أخي، الموعظة، والله لا تنفعك، والحوادث لا تردعك. لا الدهر يدعك، ولا داعي الموت يسمعك، كأنك يا مسكين لم تزل حيا موجودا، كأنك لا تعود نسيا مفقودا.
فاز، والله، المخفون من الأوزار، وسلم المتقون من عذاب النار، وأنت مقيم على كسب الجرائم والأوزار.

وأنشدوا:
عيل صبري وحق لي أن أنوحا لم تدع لي الذنوب قلبا صحيحا
أخلقت مهجتي أكف المعاصي ونعاني المشيب نعيا صريحا
كلما قلت قد بري جرح قلبي عاد قلبي من الذنوب جريحا
انّما الفوز والنعيم لعبد جاء في الحشر آمنا مستريحا

اخواني، ارفضوا هذه الدنيا كما رفضها الصالحون، وأعدّوا الزاد لنقلة لا بدّ لها ان تكون، واعتبروا بما تدور به عليكم الأيام والسنون.
يا من غدا في الغيّ والتيه وغرّه طول تماديه
أملى لك الله فبارزته ولم تخف غبّ معاصيه
قال الجنيد رضي الله عنه: مرض السّريّ السّقطي رضي الله عنه فدخلت عليه أعوده، فقلت له: كيف تجدك؟ فقال:
كيف أشكو الى طبيبي ما بي والذي قد أصابني من طبيبي
فأخذت المروحة لأروّح عليه، فقال: كيف يجد ريح المروحة من جوفه يحترق من داخل، ثم أنشأ يقول:
القلب محترق والدمع مستبق والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له مما جناه الهوى والشوق والقلق
يا ربّ ان كان شيء فيه لي فرج فامنن عليّ به ما دام بي رمق


يا اخوان الغفلة تيقظوا

يا اخوان الغفلة تيقظوا، يا مقيمين على الذنوب انتهوا واتعظوا، فبالله أخبروني: من أسوأ حالا ممن استعبده هواه، أم من أخسر صفقة ممن باع آخرته بدنياه، فما للغفلة قد شملت قلوبكم؟ وما للجهالة قد ترت عنكم عيوبكم؟ أما ترون صوارم الموت بينكم لامعة، وقوارعه بكم واقعة، وطلائعه عليكم طالعة، وفجائعه لعذركم قاطعة، وسهامه فيكم نافذة، وأحكامة بنواصيكم آخذة؟ فحتى م؟ والى م؟ وعلام التخلف والمقام؟ أتطمعون في بقاء الأبد؟ كلا والواحد والصمد. ان الموت لبالرّصد، ولا يبقي على والد ولا ولد، فجدّوا، رحمكم الله، في خدمة مولاكم، وأقلعوا عن الذنوب، فلعله يتولاكم.
يروى عن محمد بن قدامة، قال: لقي بشر بن الحارث رجلا سكران، فجعل السكران يقبله، ويقول: يا سيدي أبا نصر، ولا يدفعه بشر عن نفسه، فلما تولى تغرغرت عينا بشر بالدموع، وقال: رجل أحبّ رجلا على خير توهّمه فيه، ولعل المحبّ قد نجا والمحبوب لا يدري ما حاله.
فوقف على أصحاب الفاكهة، فجعل ينظر، فقلت: يا أبا نصر، لعلك تشتهي من هذا شيئا؟ قال: ل، ولكن نظرت في هذا؛ اذا كان يطعم هذا لمن يعصيه، فكيف من يطيعه ماذا يطعمه في الجنة ويسقيه؟!..
اخواني: ما للغافل الى كم ينام؟ أما توقظ الليالي والأيام؟ أين سكان القصور والخيام؟ دار، والله، عليهم كأس الحمام، فالتقطهم الموت كما يلتقط الحبّ الحمام. ما لمخلوق فيها دوام، طويت الصحف وجفت الأقلام.

وأنشدوا:
دعوني على نفسي أنوح وأندب بدمع غزير واكف يتصبب
دعوني على نفسي أنوح لأنني أخاف على نفسي الضعيفة تعطب
فمن لي اذا نادى المنادي بمن عصا الى أين ألجأ أم الى أين أذهب
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي اذا كنت في نار الجحيم أعذب
وقد ظهرت تلك القبائح كلها وقد قرّب الميزان والنار تلهب
ولكنني أرجو الاله لعله يحسن رجائي فيه لي يتوهب
ويدخلني دار الجنان بفضله فلا عمل أرجو به أتقرّب
سوى حب طه الهاشمي محمد وأصحابه والآل من قد ترهبوا


قيّدوا هذه النفوس بزمام


اخواني: قيّدوا هذه النفوس بزمام، وازجروا، هذه القلوب عن الآثام، واقرؤوا صحف العبر بألسنة الأفهام. يا من أجله خلفه وأمله قدّام، يا مقتحما على الجرائم أيّ اقتحام، انتبهوا يا نوّام، كم ضيّعتم من أعوام، الدنيا كلها منام، وأحلى ما فيها أضغاث أحلام، غير أن عقل الشيخ فيها الغلام، فكل من قهر نفسه فهو الهمام. هذه الغفلة قد تناهت، والمصائب قد تدانت، فانّا لله وانا اليه راجعون، والسلام.
اخواني، انتبهوا من غفلتكم، فنوم الغفلة ثقيل، وشمّروا لآخرتكم، فانما الدنيا منزل، وفي طريقها مقيل.
جاء في بعض الأخبار، أن الله تعالى أوحى الى بعض أنبيائه عليهم السلام: يا نبيي، شتان بين من عصاني وخالف أمري، وبين من قطع عمره في معاملتي وذكري ولزوم الوقوف ببابي، ومرّغ خده على أعتابي، فيا خجلة الخاطئين، ويا ندامة البطالين.

وأنشدوا:
اخلوا بنفسك ان أردت تقرّبا ودع الأنام بمعزل يا عاني
واعمل على قطع العلائق جملة في العيش في خرق الحجاب الفاني


الدنيا سموم قاتلة والنفوس عن مكائدها غافلة

اخواني، الدنيا سموم قاتلة، والنفوس عن مكائدها غافلة، كم من نظرة تحلو في العاجلة، ومرارتها لا تطاق في العاقبة الآجلة. يا ابن آدم، قلبك قلب ضعيف، ورأيك في اطلاق الطرف وأى " وهم" سخيف. عينك مطلوقة، ولسانك يجني الآثام، وجسدك يتعب في كسب الحطام، كم من نظرة محتقرة زلت بها الأقدام.
عاتبت قلبي لما رأيت جسمي نحيلا
فلام قلبي طرفي وقال كنت الرسولا
فقال طرفي لقلبي بل كنت أنت الدليلا
فقلت كفا جميعا تركتماني قتيلا


أصلحوا من أعمالكم ما فسد


اخواني، الى كم هذه الغفلة وأنتم مطالبون بغير مهلة؟ فبالله عليكم، تعاهدوا أيامكم بتحصيل العدد، وأصلحوا من أعمالكم ما فسد، وكونوا من آجالكم على رصد، فقد آذنتكم الدنيا بالذهاب، وأنتم تلعبون بالأجل وبين أيديكم يوم الحساب. آه من ثقل الحمل.. آه من قلة الزاد وبعد الطريق.
فيا أيها المغرور باقباله، المفتون بكواذب آماله، الذي غاب عن الصواب، وهو في فعله كذاب.
يا بطال، الى كم تؤخر التوبة وما أنت في التأخير بمعذور؟ الى متى يقال عنك: مفتون ومغرور؟ يا مسكين، قد انقضت أشهر الخير وأنت تعد الشهور؟ أترى مقبول أنت أم مطرود؟ أترى مواصل أنت أم مهجور؟ أترى تركب النجب غدا أم أنت على وجهك مجرور؟ أترى من أهل الجحيم أنت أم من أرباب النعيم والقصور. فاز، والله، المخفون، وخسر هنالك البمبطلون، ألا الى الله تصير الأمور.

وأنشدوا:
مالي أراك على الذنوب مواظبا أأخذت من سوء الحساب أمانا
لا تغفلن كأن يومك قد أتى ولعل عمرك قد دنا أو حانا
ومضى الحبيب لحفر قبره مسرعا وأتى الصديق فأنذر الجيرانا
وأتو بغسّال وجاؤوا نحوه وبدا بغسلك ميتا عريانا
فغسلت ثم كسيت ثوبا للبلى ودعوا لحمل شريرك الاخوانا
وأتاك أهلك للوداع فودّعوا وجرت عليك دموعهم غدرانا
فخف الاله فانه من خافه سكن الجنان مجاورا رضوانا
جنات عدن لا يبيد نعيمها أبدا يخالط روحه ريحانا
ولمن عصا نار يقال لها لظى تشوى الوجوه وتحرق الأبدانا
نبكي وحق لنا البكاء يا قومنا كي لا يؤاخذنا بما قد كانا



نتقلب في ستة أسفار

اخواني، السفر مكتوب علينا، فما لنا أن نطلب الاقامة في دار ليست لنا دار مقامة؟ السنون منازل، والشهور مراحل، والأيام أميال، والأنفاس خطوات، والمعاصي قطاع، والربح الجنة، والخسران النار.
خلقنا نتقلب في ستة أسفار الى أن يستقر بنا القرار: فالسفر الأول: سفر السلابة من طين، والثاني من الصلب الى الرحم، والثالث: من الرحم الى ظهر الأرض، والرابع: من ظهر الأرض الى القبر، والخامس: من القبر الى موقف العرض، والسادس: من موقف العرض الى دار الاقامة: اما الى الجنة أوالنار، وقد قطعنا نصف الطريق، وبقي الأصعب.
يا من يضجّ في الكرب ويصيح، خلّ التدبير لغيرك فتستريح، تكثر النحيب والعويل، وتنسى ما سلف من الفعل الوبيل. لو رجعت اليك بقلبك، لعجّل عليك بتفريج همّك وكربك.
يا أخي، اياك والدنيا، فان حبل الدنيا مبتوت، واقنع منها بالقوت، واعلم أنك تموت.
قال ابن المبارك: قدمت مكة، فاذا الناس قد قحطوا من المطر، وهم يستسقون في المسجد الحرام، وكنت في الناس من باب بني شيبة، اذ أقبل غلام أسود عليه قطعتا خيش، قد ائتزر باحداهما، وألقى الأخرى على عاتقيه، فصار في موضع خفي الى جانبي، فسمعته يقول: الهي، أخلقت الوجوه كثرة الذنوب ومساوئ العيوب، وقد منعتنا غيث السموات لتؤدب الخليقة بذلك، فأسألك يا حليم، يا من لا يعرف عباده منه الا الجميل، اسقهم الساعة الساعة.
يا هذا، كم تتزيّا بزيّ العبّاد والزهّاد وحال قلبك في الغفلة ما حال، الظاهر منك نقيّ، والباطن منك متسخ بطول الآمال. لا تصلح المحبة لمن يميله حب المال، ولولا مكابدة المجاهدة لم يسمى القوم رجال.
يا ميت القلب، وعدك في الدنيا صحيح، وفي الآخرة محال، ان لم تبادر في الشباب، فبادر في الاكتهال، وما بعد شيب الرأس لهو ولما أبعد عثرة الشيخ أن تقال. ضيّعت زمان الشباب في الغفلة، وفي الكبر تبكي على التفريط في الأعمال، لو علمت ما أحصي عليك، لكنت من الباكين طول الليال.
قال رجل لذي النون وهو يعظ الناس: يا شيخ، ما الذي أصنع؟ كلما وقفت على باب من أبواب المولى صرفني عنه قاطع المحن والبلوى.
قال له: يا أخي، كن على باب مولاك كالصبي الصغير مع أمه، كلما ضربته أمه ترامى عليها، وكلما طردته، تقرّب اليها، فلا يزال كذلك حتى تضمه اليها.
يروى أن عيسى عليه السلام كان يسبح في الأرض، ويقول: دابتي رجلاي، ولباسي الشعر، وشعاري خوف الله، وريحاني عشب الأرض، وطعامي خبز الشعير، وظلي ظلمات الليل، ومسكني حيث أواني الليل، وهذا لمن يموت كثير.



لازم باب مولاك

يا من رواحله في طلب الدنيا لها اسراع، متى تحل عنها نطاق الأمل، فيكون الانقطاع؟ اذا طلبت الآخرة، تمشي رويدا، فمتى يكون الانتفاع؟ عجبا كيف تشدّ الرحال في طلب الفاني وفي طريقه قطاع! العمر أمانة أتلفت شبابه في الخيانة، وكهولته في البطالة، وفي الشيخوخة تبكي ونقول: عمري قد ضاع. متى أفلح الخائن فيما اشترى أو باع؟
أنت في طلب الدنيا صحيح الجسم، وفي طلب الآخرة بك أوجاع. كم تعرج عن سبل التقوى يا أعرج الهمة، يا من يبقى في القاع. يا من على عمره ليل الغفلة طلع الفجر المشيب بين الأضلاع. رافق رفاق التائبين قبل أن تنقطع مع المنقطعين { وما من غائبة في السماء والأرض الا في متاب مبين} النمل 75
.
وأنشدوا:
اذا أنا لم أصبر على من أحبه وان حال عن وصلي فما انا صانع
أأتركه والقلب من فرط حبه أسير بما تطوي عليه الأضالع
أأسمع فيه العذل والوجد حاكم فما يغنني بالعذل ما أنا سامع
أأسلوه والشوق يمنع سلوتي وأكتم ما قد أظهرته المدامع
ويعتبني قلبي اذا زاد وجده فأضرب صفحا دونه وأمانع
وان زاد بي أشتكيه فحسبه على كل حال عند شكواي شافع
فلا عشة تصفو ولا موعد يفي ولا نظر يسلي ولا الصبر نافع
أرى الدهر يمضي برهة بعد برهة ولم ألف ما مالت اليه المطامع
فان ضقت ذرعا بالذي قد لقيته فكل مضيق فهو في الحب واسع



ضيّعت الشباب في الغفلة

يا هذا، كم لك على المعاصي مصر؟ متى يكون منك المتاب؟ جسمك باللهو عامر، وقلبك من التقوى خراب، ضيّعت الشباب في الغفلة، وعند الكبر تبكي على زمان الشباب. في المجلس تبكي على الفائت، واذا خرجت عدت للانتهاب. لا حيلة لوعظي فيك وقد غلق في وجهك الباب. كم لي أحدّث قلبك، وأرى قلبك غائبا مع الغيّاب، يا من قلبه مشغول، كيف تفهم الخطاب. وافرحة ابليس اذا طردت عن الباب! هذا مأتم الحزن، هذا المجلس قد طاب.
رحلت رفاق التائبين الى رفاق الأحباب. يا وحشة المهجور المبعد عن الباب اذا لم يجد للقرب والدنو سببا من الأسباب. يا منقطعا عن الرفاق الأحباب، تعلق بأعقاب الساقة بذلّ وانكسار ودمع ذي اسكاب، وقل: تائه في بريّة الحرمان، مقطوع فيه تيه الشقاء، مسبول دونه الحجاب، كلما رام القيام، أقعده وأبعده بذنوبه الحجّاب، لا زاد ولا راحلة ولا قوة، فأين الذهاب؟ عسى عطفة من وراء ستر الغيب تهون عليك صعاب المصاب.
لله درّ أقوام شاهدوا الآخرة بلا حجاب، فعاينوا ما أعدّ الله للمطيعين من الأجر والثواب. ترى لماذا أضمروا أجسادهم وأظمؤوا أكبادهم، وشرّدوا رقادهم، وجعلوا ذكره بغيتهم ومرادهم؟!. وأنشدوا:

يا رجال الليل مهلا عرّسوا انني بالنوم عنكم مشتغل
شغلتني عنكم النفس التي تقطع الليل بنوم وكسل
أنا بطّال وأنتم ركّع زاد تفريطي وزدتم في العمل
قلت مهلا سادتي أهل الوفا حمل القوم وقالوا لا مهل


لا يصبرون عنه لحظة

يا من أقعده الحرمان، هذه رفاق التائبين عليك عبور. لا رسالة دمع ولا نفس آسف، وما أراك الا مهجور. هذا نذير الشيب ينذر بالرحلة تهيأ لها منذور. كم أعذار؟ كم كسل؟ كم غفلة؟ ما أجدك يوم الحساب معذور. بيت وصلك خراب، وبيت هجرك معمور. بدر عساك تجبر بالتوبة وتعود مجبور، سجدة واحدة واصل بها السحر وتنجو من الأهوال، { ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدوّ والآصال} الرعد 15.
لله در أقوام قلوبهم معمورة بذكر الحبيب، ليس فيها لغيره حظ ولا نصيب، ان نطقوا فبذكره، وان تحرّكوا فبأمره، وان فرحوا فبقربه، وان ترحوا فبعتبته، أقواتهم ذكر الحبيب، وأوقاتهم بالمناجاة تطيب، لا يصبرون عنه لحظة، ولا يتكلمون في غير رضاه بلفظة.

وأنشدوا:
حياتي منك في روح الوصال وصبري عنك من طلب المحال
وكيف الصبر عنك وأي صبر لعطشان عن الماء الزلال
اذا لعب الرجال بكل شيء رأيت الحبّ يلعب بالرجال


تعالوا نبكي على الذنوب

معاشر التائبين: تعالوا نبكي على الذنوب فهذا مأتم الأحزان، تعالوا نسكب المدامع. ونشتكي الهجران، لعل زمان الوصال يعود كما كان.
هذا بياض الشيب ينذر بخراب الأوطان، يا من تخلف حتى شاب، وقد رحلت الأظعان.
يا تائها في تيه، التخلف، يا حائرا في بريّة الحرمان، نهارك في الأسباب، وليلك في الرقاد، هذه الخسارة عيان، اذا ولى الشباب ولم يربح، ففي الشباب حتى ذبل من معاصي الرحمن، فعند اقبال المشيب، ندمت على ما قد كان. ان لم يشاهدك رفيق التوفيق، والا ففي الحرمان حرمان. وقد يرحم المولى من ضعف عن الأسباب{ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} الرعد 39.

وأنشدوا:
أتبني بناء الخالدين وانما بقاؤك فيها لو عقلت قليل
لقد كان في ظل الأراك مقيل لمن كل يوم يقتفيه رحيل

ويروى عن الحسن البصري رضي الله عنه، أنه كان يقول: يا ابن آدم، انّ لك عاجلا وعاقبة، فلا تؤثر عاجلتك على عاقبتك، فقد، والله، رأيت أقواما آثروا عاجلتهم على عاقبتهم، فهلكوا وذلوا وافتضحوا.
يا ابن آدم، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا.
يا ابن آدم، لا يضرّك ما أصابك منشدة الدنيا اذا ادّخر لك خير الآخرة، وهل ينفعك ما أصبت من رخائها اذا حرمت من خير الآخرة.
يا ابن آدم، الدنيا مطيّة، ان ركبتها حملتك، وان حملتها قتلتك.
يا ابن آدم: انك مرتهن بعملك، وآت على أجلك، ومعروض على ربك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، وعند الموت يأتيك الخبر.
يا ابن آدم: لا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر متعلق، حسبك أيها المرء ما بلّغك المحل.


متى يوقظك منادي

يا تائها في الضلال بلا دليل ولا زاد، متى يوقظك منادي الرحيل فترحل عن الأموال والأولاد؟ قل لي: متى تتيقّظ وماضي الشباب لا يعاد، ويحك كيف تقدم على سفر الآخرة بلا زاد ولا راحلة. ستندم اذ حان الرحيل، وأمسيت مريضا تقاد، ومنعت التصرف فيما جمعت، وقطعت الحسرات منك الأكباد، فجاءتك السكرات، ومنع عنك العوّاد، وكفنت في أخصر الثياب، وحملت على الأعواد، وأودعت في ضيق لحد وغربة ما لها من نفاذ، تغدو عليك الحسرات وتروح الى يوم التناد، ثم بعده أهوال كثيرة، فيا ليتك لمعاينتها لا تعاد.
فاغتنموا بضائع الطاعات، فبضائع المعاصي خاسرة{ كلا بل تحبّون العاجلة وتذرون الآخرة} القيامة 20ـ21.

وأنشدوا:
احذر دنياك وغرّتها واحذر أن تبد لها طلبا
تبغى ودّا ممن قدما لك قد قتلت أمّا وأبا
وعلى الجيران فقد جارت كلا قهرت أولت عطبا
كم من ملك ذي مملكة قد مال لها سكرا وصبا
أضحى في اللحد ومقعده بتراب اللحد قد احتجبا
اطلب مولاك ودع دنياك ففي أخراك ترى عجبا
كم من قصر قد شيد بنا بالموت وها أضحى خربا
يا طالبها لا تله بها كم من تاه ملك غضبا
أين الماضون قد سكنوا لحدا فردا خربا تربا
كانوا ومضوا ثم انقرضوا فتأدب أنت بهم أدبا
فالعمر مضى والشيب أتى والموت لجينك قد قربا
فأعدّ الزاد فما سفر عمر الأيام قد انتهبا
بادر بالتوب وكن فطنا لا تلق بجريتك النصبا
فلعل الله برحمته يلقي بالعفو لنا سببا


أين أرباب القلوب


يا من يذوب ولا يتوب، كم كتبت عليك الذنوب، ويحك خلّ الأمل الكذوب. واأسفا، أين أرباب القلوب، تفرّقت بالهوى في شعوب، ندعوك الى صلاحك ولا تؤوب، واعجبا لك، ما الناس الا ضروب.
يا دهر ما أقضاك من متلوّن في حالتيك وما أقلك منصفا
وغدوت للعبد الجهول مصافيا وعلى الكريم الحرّ سيفا مرهفا
دهر اذا أعطى استردّ عطاءه واذا استقام بدا له فتحرّفا
لا أرتضيك وان كرمت لأنني أدري بأنك لا تدوم على الصفا
ما دام خيرك يا زمان بشرّه أولى بنا ما قل منك وما كفى

روي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال: أدركت أقواما، وصحبت طوائف، كان ياتي على أحدهم الخمسون سنة ونحوها ما طوى منهم أحد ثوبا قط لفراش ولا نوم، ولم يأمر أهله قط بعمل طعام، ولا جعل بينه وبين الأرض فراشا، ولقد كان يأكل أحدهم الأكلة، فيودّ أنها حجر في بطنه، وما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ولا يتأسفون على شيء منها أدبر، ولهي أهون عليهم من هذا التراب الذي تطؤونه بأرجلكم، ولقد كان أحدهم يعيش عمره مجهودا شديد الجهد، والمال الحلال الى جنبه، فيقال له: ألا تأخذ من هذا المال شيئا لتقتات به؟ فيقول: لا والله، اني لأخاف ان أصبت منه شيئا يكون فساد لقلبي وديني.

قف على الباب وقوف نادم

يا غافلا عن نصيره، يا واقفا مع تقصيره، سبقك أهل العزائم، وأنت في بحر الغفلة عائم، قف على الباب وقوف نادم، ونكّس رأس الذل وقل: أنا ظالم، وناد في الأسحار: مذنب وراحم، وتشبّه بالقوم وان لم تكن منهم وزاحم، وابعث بريح الزفرات سحاب دمع ساجم، وقم في الدجى نادبا، وقف على الباب تائبا، واستدرك من العمر ذاهبه، ودع اللهو جانبا، وطلّق الدنيا ان كنت للآخرة طالبا، يا نائما طوال الليل سارت الرفقة، ورحل القوم كلهم، وما انتبهت من الرقدة.
ويروى عن اياس بن قتادة رضي الله عنه، وكان سيّد قومه، أنه نظر يوما الى شعرة بيضاء في لحيته، فقال: اللهم اني أعوذ بك من فجأة الأمور، أرى الموت يطلبني، وأنا لا أفوته، ثم خرج الى قومه، وقال لهم: يا بني سعد، قد وهبت لكم شبابي فلتهبوا لي شيبتي، ثم دخل داره، ولزم بيته حتى مات.
وأنشدوا:

أمن بعد شيب أيها الرجل الكهل جهلت ومنك اليوم لا يحسن الجهل
تحكّم شيب الرأس فيك وانما تميل الى الدنيا ويخدعك المطل
دع المطل والتسويف انك ميّت وبادر بجدّ لا يخالطه هزل
سأبكي زمانا هدّني بفراقه فليس لقلبي عن تذكره شغل
عجبت لقلبي والكرى اذا تهاجرا وقد كان قبل اليوم بينهما وصل
أخذت لنفسي حتف نفسي بكفها وأثقلت ظهري من ذنوب لها ثقل
وبارزت بالعصيان ربا مهيمنا له المنّ والاحسان والجود والفضل
أخاف وأرجو عفوه وعقابه وأعلم حقا أنه حكم عدل



لا يبيع الباقي بالفاني الا خاسر

يا أخي، لا يبيع الباقي بالفاني الا خاسر، واياك والأنس بمن ترحل عنه، فتبقى كالحائر، رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر، مهر الآخرة يسير، قلب مخلص، ولسان ذاكر، اذا شبت ولم تنتبه، فاعلم أنك سائر، فديت أهل التهجد بلسان باك وجفن ساهر، كم لهم على باب تتجافى جنوبهم من تملق ودمع قاطر، اذا تنسّموا نسيم السحر أغناهم عن نسيم العذيب وحناجر، عصفت بهم رواشق الاستغفار البواكر، عمروا منازل الخدمة، ومنزل الغفلة خراب داثر.
قال ذا النون المصري رضي الله عنه: رأيت شابا في بعض السواحل مصفرّ اللون على وجهه نور القبول، وآثار القرب وعز الأنس، فقلت: السلام عليك يا أخي، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقلت له: ما علامة المحبة، فقال: التشتت في البلاد، والتهتك في العباد، وتحريم الرّقاد، وخشية البعاد.

وأنشدوا:
أبليت من أحببت يا حسن البلا وخصصت بالبلوى رجالا خشعا
أحببت بلواهم وطول حنينهم وأطلت ضرّهم لكي يتخضعا



أكثر العمر قد مضى

يا أسيرا في قبضة الغفلة، يا صريعا في سكرة المهلة، يا ناقض العهد، انظر لمن عاهدت في الزمن الأول، أكثر العمر قد مضى، وانت تتعلل، يا مدعوّا الى نجاته وهو يتوانى، ما هذا الفتور والعمر قد تدانى، كأنك بالدمع يجري عند الموت هتانا.
يا أخي ما أحسن ما كنت فتغيّرت، ما أقوم جادتك، فكيف تعثرت؟ يا معشر المطرود عن رفاق التائبين { وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب مبين} النمل 75.
كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد، فبطر وعصى، فما زالت نعمته ولا تغيّرت حالته، فقال: يا رب، تغيّرت طاعتي، وما تغيّرت نعمتي، فهتف به هاتف يقول: يا هذا: ان الأيام الوصال عندنا حرمة وذمام، حفظناها نحن لك، وضيّعتها أنت لنا.

وأنشدوا:
سأترك ما بيني وبينك واقفا فان عدت عدنا والوداد سليم
تواصل قوما لا وفاء بعهدهم وتترك مثلي والحفاظ قديم


يا قليل الهمة يا طريد

يا راحلا بلا زاد والسفر بعيد، العين جامدة والقلب أقسى من الحديد. من ألوى منك بالضراء وأنت تغرق في بحر المعاصي في كل يوم جديد. ما أيقظك الشباب ولا أنذرك الاكتهال، ولا نهاك المشيب، ما أرى صلاحك الا بعيد، فديت أهل العزائم، لقد نالوا من الفضل المزيد، طووا فراش النوم، فلهم بكاء وتعديد، دموعهم تجري على خدودهم، خدّدت في الخدود أي تخديد، ما أنت من أهل المحبة ولا من العشاق يا قليل الهمة يا طريد.
لأمر ما تغيرا الليالي وأنت على البطالة لا تبالي
تبيت منعّما في خفض عيش وتصبح في هواك رخيّ بال
ألم تر ان أثقال الخطايا على كتفيك أمثال الجبال
أتكسب ما اكتسبت ولا تبالي هل هو من حرام أو من حلال
اذا ما كنت في الدنيا بصيرا كففت النفس عن طرق الضلال
ألا بأبي خليل بات يحيى طويل الليل بالسبع الطوال
بقلب لا يفيق عن اضطراب وجفن لا يكف عن انهمال
أرى الأيام تنقلنا وشيكا الى الأجداث حالا بعد حال
سأقنع ما حييت بشطر بر أشيّعه بريّ من زلال
اذا كان المصيرالى هلاك فما لي والتنعّم ثم ما لي
أما لي عبرة فيمن تفانى على الأيام من عم وخال
كأن بنسوتي قد قمن خلفي ونعشي فوق أعناق الرجال
يعجلن المسير ولست أدري لدار الفوز أم دار النكال
يبيد الكل منا دون شك ويبقى الله بري ذو الجلال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
braveheart
عضو ماسي
عضو ماسي
braveheart


ذكر عدد المساهمات : 2182
تاريخ التسجيل : 06/06/2009

تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل   تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 2:56 am

مشكورة حلا،،،

موضوع مفيد،،،

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزعيم
Salamoon
الزعيم


ذكر عدد المساهمات : 5181
تاريخ التسجيل : 14/02/2009

تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل   تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 3:20 am

موضوع رائع يستحق التقييم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://salamoon.tk
احلى الايام
المدير العام
المدير العام
احلى الايام


انثى عدد المساهمات : 5753
تاريخ التسجيل : 15/02/2009

تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل   تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 3:33 am

سأقيم ثم اقرأ
هههههههههههههههههههههههههههههه
الله يجزيك الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلا
عضو ماسي
عضو ماسي
حلا


انثى عدد المساهمات : 3396
تاريخ التسجيل : 04/07/2009

تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل Empty
مُساهمةموضوع: رد: تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل   تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 28, 2009 5:28 am

مشكورين على التقيم
وعلى الردود اسعدني تواجدكم كثيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تماطلون بالعمل وتطمعون في بلوغ الامل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى سلمون :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: